sallymessiha مشرف
عدد الرسائل : 98 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 30/12/2008
| موضوع: سلسلة 10 رسائل للخدام فى عيد الميلاد 5 الثلاثاء يناير 26, 2010 9:33 am | |
| سلسلة 10 رسائل للخدام فى عيد الميلاد الرسالة الخامسة سلام ونعمة .. كم يهفو قلبى أن يرحل ليلة الميلاد ليتمرغ على حشائش تلك الربوة الخضراء، الناتئة على جدار التاريخ، والتى لامستها فى حنان ذراعا السماء لما تنازلت لعناق الأرض. ولن تكمل لقلبى عذوبة الرحلة إلى هذه البقعة الدافئة بذكرياتها، بيت لحم، دون أن يؤنسنى معى أحبائى، وأهمهم أنت، حتى ما تتملى عيوننا بما تزينت به هذه القرية الصغيرة، كعروس رقيقة الحجم، لتلفت بمحياها الوديع عيون العريس السمائى. ما أن تداعب أناملنا حبات ترابها التى اختلطت بذرات فضية من مجد السماء، حتى نكتشف كيف تلاقت عليه أنقى أحاسيس الإنسان التى رفعها نحو الله، مع أرقى أحاسيس الإنسان التى قدمها لأخيه الإنسان. + فعلى نفس هذه الأرض جالت أقدام الفتى الصغير فى إخوته داود، متأملاً عناية الله، مذهولاً بجماله الفائق. رأى عظمته فى شموخ هذه الجبال وتذوق رعايته على خضرة هذه المراعى، فطاف بقيثاره ومزماره غارقاً فى بحر الحب الإلهى، يدشن الجو بمزاميره التى مازالت كلماتها محفورة على الصخور، وألحانها تتردد بين الوديان. أكان يدرى فى تجواله على هذه الطرقات، أنه يفرشها لحلول الملك بأروع ما نسجته حنجرة بشرية تسبيحاً لله؟! + وعلى هذه الأرض أيضاً فاحت روائح أحلى المشاعر النبيلة التى فاضت من إنسان لإنسان. فها هو الحجر الذى زرعه أبو الآباء يعقوب، وقد رواه بدموعه، حتى مايظل شاهداً على مرقد زوجته المحبوبة راحيل، يحكى للأجيال رواية حب إنسانى سكب فيها عرق سنى شبابه مهرا لعذراء إختارها قلبه، ماتت هنا وهى تلد له وللأجيال أخر العنقود. (تك35 : 16-20) وها هى حقول الشعير التى رسمت عليها الفتاة الموآبية راعوث، بقدميها المتقدة النشاط لوحة الوفاء النادر من زوجة لحماتها، حتى بعد موت زوجها، فحاكت أيضاً قصة إرتباط زوجى جديد، جسمت فيه مع بوعز نموذجاً لما يجب أن يرضى به كل طرف شريك حياته. (را 1-4). وهاهى البئر التى إنذهلت من ثلاثة أبطال كانوا رجالاً فى ولائهم لقائدهم داود الذى عطش لخبراته الأولى، فلم يتباطأوا أن يقدموا حياتهم ثمناً ليرووا جوفه بماء الصبا وذكرياته الحلوة. فما كان إحساسه أقلاً فى النبل والوداعة حين نظر نفسه أصغر من أن يستحق هذه الهدية الغالية (2صم 23 14-17). ها هو عطر المشاعر الإنسانية وما نشتمه فيها من قيم سامية، تفوح مختلطة معاً، من أجمل خلائق الله الذى هو "الإنسان". وحين يتلاقى البخور المتصاعد من مجمرة قلب الإنسان فى تسبيح الله، مع عبق قارورة العطر المكسورة فى نفس الإنسان من أجل أخيه الإنسان، يشتهى الرب أن يسكن. هذه هى بيت لحم، نقطة تلاقى المحورين، بعد أن كشفت لنا بعضاً من أسرار كنوزها المخبؤة، فرأينا فيها وهى الصغيرة فى حجمها بين ألوف يهوذا، أنها ليست الصغيرة فى معناها، أن يخرج منها الذى يكون متسلطاً على إسرائيل، وهو الخارج منذ أيام الأزل (ميخا2:5). إنه هو أمس واليوم وإلى الأبد، يتوق أن يحل كل يوم فى قلب الإنسان. ليتك ما تشاركنى شهوتى فى أن تجعل معى، من قلبك بيت لحم أخرى، وبنفس الملامح، بل هيا ننطلق أيضاً لنبنى فى قلوب مخدومينا "بيت لحم" حتى ما نلمس حدث تجسد الله جديداً كل يوم. كل سنة وقلبك "بيت لحم" ، وقلوب كل من تحبهم كذلك. 7/1/1995 الرب معك | |
|